
بعد الاثنين الاسود.. وانهيار أسعار النفط الامريكى متى وكيف بدأ العمل بعقود غرب تكساس

قفزت أسعار عقود النفط الامريكى خام غرب تكساس الوسيط تسليم شهر يونية المقبل حوالى 19% ليصل الى 13.76 دولار للبرميل فى مستهل جلسة اليوم الاربعاء، بعدما انهارت في مطلع الأسبوع الحالى إلى مستوى غير مسبوق ليبلغ ذروة الانهيار يوم الاثنين ليبلغ40 دولاراً تحت الصفر للبرميل، بسبب تراجع الطلب وتخمة المخزونات الناجمين عن تفشّي وباء كورونا وتراجع الطلب العالمى على النفط بكميات تجاوزت 30مليون برميل عما كان الاستهلاك قبل كورونا وهو ما نزع عن عقود نفط غرب تكساس مسمى الذهب الاسود.
طاقة نيوز.. أسامة داود
وكما أشار الخبراء.. أن وقت الانهيار يقتصر على المضاربات التى تمت على المعروض من النفط بهدف افلات حاملى العقود من الالتزام بالحصول على نفط لايمكن الاستفاده منه لعدم وجود طلب عليه، كما لا يمكن لهم القيام بتخزينه لعدم توافر أى سعات تخزينية تستوعب تلك الكميات من الخام.
وهو ما كان له تأثير بالفعل محدود على خام برنت، وهو معامل القياس الثانى الذى تستخدمة الولايات المتحدة بجانب قياس غرب تكساس، وقد ارتفع سعر خام برنت القياسي الأوروبي تسليم يونيو حوالى 1% ليصل إلى 19.52 دولاراً للبرميل بعدما انخفض في جلسة الثلاثاء إلى أدنى مستوى له منذ 20عاماً
ومن جانبها تعكف الإدارة الأميركية حاليًا على إعداد خطة لتقديم مساعدة مالية لشركات النفط الأميركية التي تواجه تخمة هائلة في الإمدادات وانخفاضا تاريخيا في أسعار الخام خاصة وأن هناك 140 شركة أمريكية كبرى تقدمت قبل هذا الانهيار بطلبات لاشهار افلاسها.
وكان الرئيس الامريكى ترامب قد أعلن فى في تغريدة له على حسابه بتويتر، قال فيها "لن نخذل قطاع النفط والغاز الأميركي .. وأضاف أنه طلب من وزيرى الطاقة والخزانة إعداد خطة تتيح الأموال لتأمين هذه الشركات والوظائف المهمة جدا لوقت طويل في المستقبل
ماذا تعنى عقود غرب تكساس؟
يعنى قياس غرب تكساس والذى ظهر للمرة الاولى فى عام 1983 وكانت الولايات المتحدة الامريكية مع الدول الغربية قد وضعوا خطة تستهدف السيطرة على أسعار النفط فى المستقبل التى كانت قد ارتفعت بصورة كبيرة أثناء وبعد حرب 1973 وبعد توقف الدول العربية عن مد الدولة الغربية وامريكا بالبترول الخام لتضامنهم مع اسرائيل ضد مصر وسوريا.
وكان مما قامت به أمريكا مع الغرب وضع خطة لترشيد الطاقة تتضمنت خفض استهلاك السيارات وزيادة عمليات البحث والاستكشاف فى خليج المكسيك وبحر الشمال عن النفط فى مناطق لم يكن الاهتمام بها مجديًا قبل ذلك التاريخ.. لارتفاع تكاليف البحث فى ظل محدودية الاسعارولكن نتيجة لارتفاع اسعار البترول لثلاث اضعاف ما كانت عليه خلال السبعينيات فقد أصبح الانتاج من تلك المناطق له اقتصاديات مرتفعة حتى أصبح ما يتم انتاجه فى عام 1982 تزايدت كميات البترول التى يتم انتاجها من خارج اوبك لتتجاوز حجم انتاج اوبك وحدث ذلك بداية من عام 1983.
وهنا ولاول مرة بدأت تنفيذ ولاول مرة تم تداول النفط الخام بعقود آجلة خاصة خام غرب تكساس وذلك فى بورصة نيويورك التجارية (نايمكس) وكان ذلك تحديدا فى 30 مارس 1983 فشكلت بذلك العقود التجارية مؤشرا بديلا للتسعير العالمى وكان ذلك سببا فى قيام اوبك بخفض انتاجها من 34دولار الى 29 دولار للبرميل الواحد وقد وافق اعضاء اوبك على خفض الانتاج، وتلك كانت قصة بدء ميلاد تحويل خام غرب تكساس الى قياس جنبًا الى جنب مع قياس برنت ولكن دون ان يسيرا فى خطين متوازيين فى الاسعار.